هل حان وقت الاقتصاد الإسلامي

هل حان وقت الاقتصاد
الإسلامي
لقد أرخت الأزمة المالية بظلالها على
على العديد من القطاعات الإقتصادية في العالم ، وأصبح عدد العمال الذين
استغنت عنهم العديد من الشركات الكبرى عن خدماتهم بالملايين، وتنبأ العديد
من المحللين اللإقتصاديين بانتهاء
النظام الرأسمالي، وفي مقال كتب بالصنداي تليغراف في 11 من شتنبر 2008 جاء
فيه :"ان السياسة الرأسمالية التي صارت متوحشة اليوم كما يقول سدنتها و
العاكفون على أصنامها لم تكن يوما مذهبا علميا محترما لدى أهل اليقين ،
ولم تكن سبيلا للتنمية المزعومة ، بل انها تمثل- وهي تتهاوى اليوم بصورتها
التي كانت في يوم من الأيام حديثة جميلة المحيا- تمثل المرحلة المتقدمة من
مراحل الإستعمار و الإستعباد الأوربي للشعوب المغلوبة على أمرها..."
وأسباب هذه الأزمة يعود بالأساس الى
المعاملات الغير السليمة التي تمارسها العديد من القطاعات المالية و
الإعتماد الكلي على نظام الفائدة مما جعل البنوك تتبنى خططا بعيدة عن
ميدان الإنتاج قريبة من الربح السريع، وكما هو معلوم فالأوراق المالية لا
تلد مالا و انما الإنتاج الحقيقي هو مصدر المال و الرخاء ، بالإضافة الى
ذلك ضعف الرقابة الممارسة من طرف البنوك المركزية...، كل هذه الأسباب
وغيرها أدت الى انهيار العديد من المؤسسات المالية التي أعلنت افلاسها ،
وأصبح فيروس الأزمة ينتشر بسرعة عجزت أمامه كل وصفات المتخصصين ، ولأول
مرة ، بدأنا نسمع شهادات من شخصيات غربية تنادي باستيراد حلول من النظام
الإقتصادي الإسلامي. فهل سيحل الإقتصاد الإسلامي محل النظام الرأسمالي ؟
ان الإقتصاد في الإسلام مقرون بالقيم و
الأخلاق ، مقرون بالمعاملة الإنسانية التي هدفها اسعاد الفرد و المجتمع .
فلم يكن الإقتصاد من أجل الإقتصاد ، و لا من أجل خدمة فئة وتهميش أخرى ، و
لم يكن ليبرر كل الوسائل من أجل الغاية.
الإقتصاد في الإسلام معمول لصيانة سنة
الله في خلقه ، لتدبير شؤون الحياة بعيدا عن الحرام ، لتحقيق المساوات ،
للحصول على الإكتفاء الذاتي و المحافظة على الموارد التي يعيش منها
الإنسان.
وبسبب تجرد النظام الإقتصادي العالمي
من هذه المعايير الأخلاقية ، فالنظام النقدي الدولي برمته يعاني من أزمة ،
فمنذ 1870 تعاقبت عدة نظم نقدية دولية ، أهمها كان نظام "بريتون وودز" في
أربعينيات القرن الماضي ، "وتجدر الإشارة الى أنه في سنة 1945 كانت
الولايات المتحدة تتوفر على ثلثي المخزون العالمي من الذهب"، الا أن هذا
النظام سرعان ما سوف ينهار ، وقد حدث ذلك رسميا في 15 غشت 1971 حينما أعلن
الرئيس نيكسون عدم قابلية الدولار للتحويل الى ذهب ، ومنذ ذلك الحين دخل
العالم في نظام " التعويم العام " ولم يعد الذهب معيارا بل أصبح سلعة
كباقي السلع وسيطر الدولار على مجمل المعاملات التجارية العالمية وكان
هذا بمثابة أكبر عملية سطو عرفها التاريخ وذلك بشهادة العديد من المحللين
و الخبراء . وبما أن كل ما بني على باطل فهو باطل ، فان جميع المؤشرات
تشير الى نهاية عهد الدولار .

ولكي يشارك الجميع
في نقاش قضية مصيرية كقضية الإقتصاد ، علما بأن قوة أي بلد مرتبطة بقوة
اقتصادها ، فاني أطرح الأسئلة التالية للنقاش :
1-هل تظن أنه آن اللأوان لدور الإقتصاد الإسلامي ؟
2- هل تدعم فكرة قيام سوق عربية وعملة عربية موحدة كمرحلة أولية ؟
3- هل نحن مسؤولون كأفراد وجماعات عن عدم نشر الفكر الإقتصادي الإسلامي لكي يعرفه الآخرون ؟
4- هل تستطيع أن تفيد زائري هذا المنتدى بدراسات و مراجع حول الإقتصاد الإسلامي ؟

إلا اننا متأخرين كثيرا

» بحوث في الاقتصاد
» مفاهيم عامة في الاقتصاد الجزئي
» مسار السياسة النقدية في ظل التحول الاقتصاد الجزائري