أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي 1110
 أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي 1110
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تعليمي .-. ثقافي .-. ديني .-. تربوي .-. ترفيهي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إسلام
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
إسلام


 أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي Jb12915568671
انثى عدد المواضيع : 27
العمر : 44
الدولة : عمان
تاريخ التسجيل : 14/04/2011

 أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي Empty
مُساهمةموضوع: أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي    أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي Icon_minitimeالخميس 21 أبريل 2011, 01:16


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال البخاري ـ
رحمه الله ـ في أوائل (كتاب التيمم) من صحيحه:


حدثنا محمد بن
سنان قال حدثنا هشيم (ح) قال وحدثني سعيد بن النضر قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا سيار
قال حدثنا يزيد ـ هو ابن صهيب الفقير ـ قال أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ((
أُعطيت
خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلَت لي الأرض مسجداً
وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد
قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة
))

المبحث
الأول: التخريج:


أورد
البخاري هذا الحديث في (كتاب التيمم) عن شيخيه محمد بن سنان وسعيد بن النضر، وسياق
المتن لفظ سعيد كما قال الحافظ ابن حجر في (الفتح)، وقد أعاد الحديث في (كتاب
الصلاة) عن شيخه محمد بن سنان فقال: حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا هشيم قال حدثنا
سيار ـ هو أبو الحكم ـ قال حدثنا يزيد الفقير قال حدثنا جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمساً لم يعطهن
أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً،
وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى
قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة، وأُعطيت الشفاعة
))، وأورد طرفاً منه وهو
قوله صلى الله عليه وسلمSad(...وأحلت لي
الغنائم
...)) من رواية محمد بن سنان في (كتاب فرض الخمس).


وأخرج
الحديث بتمامه مسلم في صحيحه عن شيخيه يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة عن هشيم
بمثل إسناده عند البخاري ولفظه: ((أعطيت خمساً لم يعطهن
أحد قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي
الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهوراً ومسجداً، فأيما رجل أدركته
الصلاة صلى حيث كان، ونصرت بالرعب بين يدي مسافة شهر، وأُعطيت الشفاعة
)).
وأخرج الخصلة الأولى وهي نصره صلى الله عليه وسلم بالرعب ضمن حديث من طرق عن أبي
هريرة رضي الله عنه، وأخرج الخصلة الثانية من طريقين عن ربعي بن حِراش عن حذيفة رضي
الله عنه، ومن طرق عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرج الخصلة الثالثة من طريق عن أبي
هريرة رضي الله عنه، وأخرج الخصلة الخامسة من طريق عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ:
((وأرسلت إلى الخلق كافة)).


وأخرج
النسائي عن شيخه الحسن بن إسماعيل بن سليمان عن هشيم بهذا الإسناد، وأخرجه ابن حبان
في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه.


وقال
الحافظ في (الفتح): ومدار حديث جابر هذا على هشيم بهذا الإسناد، وله شواهد من حديث
ابن عباس، وأبي موسى، وأبي ذر، ومن رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، رواها كلها
أحمد بأسانيد حسان.


المبحث
الثاني: التعريف برجال الإسناد:


الأول: شيخ
البخاري في الإسناد الأول محمد بن سنان: قال الحافظ في (تهذيب التهذيب): محمد بن
سنان الباهلي، أبو بكر البصري المعروف بالعوقي، والعوقة حي من الأزد نزل فيهم، وذكر
أنه روى عن إبراهيم بن طهمان، وفليح، وهشيم، وغيرهم. وأنه روى عنه البخاري، وأبو
داود، وغيرهم. وذكر توثيقه عن جماعة منهم: ابن معين، والدار قطني. وقال في (تقريب
التهذيب): ثقة ثبت، من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث وعشرين ـ أي بعد المائتين ـ،
ورمز لكونه من رجال البخاري، وأبي داود، وابن ماجه، والترمذي.


الثاني:
شيخ البخاري في الإسناد الثاني سعيد بن النضر: قال الحافظ في (تهذيب التهذيب): سعيد
بن النضر البغدادي، أبو عثمان، سكن آمل جيحون، روى عن هشيم، وعثمان بن عبد الرحمن
الوقاصي وغيرهما. وعنه البخاري، والفضل بن أحمد بن سهل الآملي. ذكره ابن حبان في
(الثقات). وقال في (تقريب التهذيب): ثقة من العاشرة، مات سنة أربع وثلاثين ـ أي بعد
المائتين ـ، ورمز لكونه من رجال البخاري وحده.


الثالث:
هشيم: قال الحافظ في (تقريب التهذيب): هشيم بالتصغير ابن بشير ـ بوزن عظيم ـ ابن
القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية بن أبي خازم ـ بمعجمتين ـ الواسطى، ثقة ثبت،
كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ـ أي بعد المائة ـ
وقد قارب الثمانين، ورمز لكونه من رجال الجماعة.


وقال
المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): السلمي مولاهم، الواسطي، يكنى أبا معاوية
أصله من بلخ، كان جده القاسم منها نزل واسط للتجارة. وذكر الحافظ في (تهذيب
التهذيب) كثيراً ممن روى عنهم وممن رووا عنه، وممن روى عنهم: حميدالطويل، وسيار أبو
الحكم، وخالد الحذاء، والأعمش. ومن الذين رووا عنه: ابن المبارك، ووكيع، ويزيد بن
هارون، وغيرهم.


وقال في
مقدمة الفتح: هشيم بن بشير الواسطي أحد الأئمة، متفق على توثيقه، إلاّ أنه كان
مشهوراً بالتدليس، وروايته عن الزهري خاصة لينة عندهم، فأما التدليس فقد ذكر جماعة
من الحفاظ أن البخاري كان لا يخرج عنه إلاّ ما صرّح فيه بالتحديث، واعتبرت أنا هذا
في حديثه فوجدته كذلك، إما أن يكون قد صرّح به في نفس الإسناد أو صرّح به من وجه
آخر، وأما روايته عن الزهري فليس في الصحيحين منها شيء، واحتج به الأئمة كلهم،
والله أعلم. انتهى.


ولكونه
مشهوراً بالتدليس مثل به العراقي في ألفيته لوجود المدلسين في رجال الصحيح
فقال:


وفي
الصحيح عدّة كالأعمش ** وكهشيم بعـــده وفتــش




الرابع:
سيار: قال المقدسي في الجمع بين رجال الصحيحين: سيار بن أبي سيار واسمه وردان أبو
الحكم العنـزي الواسطي، يقال هو أخو مساور الوراق سمع الشعبي وثابتًا البناني ويزيد
الفقير عندهما ـ أي في الصحيحين ـ وسليمان الأشجعي عند البخاري روى عنه شعبة وهشيم
عندهما وقرة بن خالد عند مسلم، وذكر الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب توثيقه عن
الإمام أحمد وابن معين والنسائي وقال في تقريب التهذيب: وهو أخو مساور الوراق لأمه،
ثقة وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين ـ أي بعد
المائة ـ، ورمز لكونه من رجال الجماعة.


الخامس:
يزيد الفقير: قال الحافظ ابن حجر في (تقريب التهذيب): يزيد بن صهيب الكوفي، أبو
عثمان المعروف بالفقير ـ بفتح الفاء بعدها قاف ـ، قيل له ذلك لأنه كان يشكو فقار
ظهره، ثقة من الرابعة، ورمز لكونه من رجال الجماعة سوى الترمذي.


وقال
المقدسي في (الجمع بين رجال الصحيحين): سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وعنه
سيار أبو الحكم عندهما ـ أي في الصحيحين ـ، وقيس بن سليم، وأبو عاصم محمد بن أيوب
عند مسلم. وذكر الحافظ في (تهذيب التهذيب) توثيقه عن ابن معين، وأبي زرعة،
والنسائي، وقال: قال أبو حاتم وابن خراش: صدوق، زاد ابن خراش: جليل عزيز الحديث.
وقال: وذكره ابن حبان في (الثقات). انتهى، ولم أقف لأحد على ذكر سنة
وفاته.


السادس:
صحابي الحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال الحافظ في (تقريب التهذيب):
جابر بن عبد الله بن عَمرو بن حرام ـ بمهملة وراء ـ الأنصاري ثمَّ السَّلَمي
بفتحتين، صحابي ابن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن
أربع وتسعين سنة، ورمز لكون حديثه في الكتب الستة.


وقال
الخزرجي في (الخلاصة): أبو عبد الرحمن أو أبو عبد الله أو أبو محمد المدني، صحابي
مشهور، له ألف وخمسمائة حديث وأربعون حديثاً، اتفقا ـ أي البخاري ومسلم ـ على
ثمانية وخمسين، وانفرد البخاري بستة وعشرين، ومسلم بمائة وستة وعشرين، وذكر الحافظ
ابن حجر في مقدمة الفتح أن له عند البخاري تسعين حديثاً.




المبحث
الثالث: لطائف الإسناد وما فيه من الشواهد التطبيقية لعلم مصطلح
الحديث:


(1) هذا
الحديث رواه البخاري عن شيخه محمد بن سنان عن هشيم ثم أتى بحرف (ح) الدالة على
التحويل إلى إسناد آخر، فرواه عن شيخه سعيد بن النضر عن هشيم، وقد مرّ التنبيه على
بعض ما يتعلق بالتحويل في الكلام على الحديث الثاني، وأضيف هنا: أن استعمال التحويل
في الإسناد قليل عند البخاري بخلاف مسلم فإنه يستعمله كثيراً، والسر في ذلك أن
البخاري ـ رحمه الله ـ يفرق الحديث على الأبواب، فيأتي به في موضع بإسناد للاستدلال
به على حكم ثم يعيده مستدلاً به على حكم آخر بإسناد آخر، أما مسلم ـ رحمه الله ـ
فيجمع الروايات ويسوقها مساقاً واحداً، فلذا يكثر عنده استعمال
التحويل.


(2) استعمل
البخاري ـ رحمه الله ـ التحويل في إسناد هذا الحديث ولم يجمع بين شيخيه مع كونهما
حدثاه به عن هشيم، لأنه سمعه منهما متفرقين وكأنه سمعه من محمد بن سنان مع غيره،
فلذلك جمع فقال: حدثنا، وسمعه من سعيد وحده فلذا أفرد فقال: حدثني. ذكر ذلك الحافظ
ابن حجر ـ رحمه الله ـ في (الفتح).


(3) صيغة
الأداء من محمد بن سنان عن هشيم (حدثنا)، ومن سعيد بن النضر عن هشيم (أخبرنا) قال
الحافظ في (الفتح): وكأن محمداً سمعه من لفظ هشيم فلهذا قال: حدثنا، وكأن سعيداً
قرأه أو سمعه يُقرأ على هشيم، لهذا قال: أخبرنا، ثم قال الحافظ بعد ذكره هذا والذي
قبله: ومراعاة هذا كله على سبيل الاصطلاح.


(4) قال
الحافظ في (الفتح): ثم إن سياق المتن لفظ سعيد، وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري
أنه إذا أورد الحديث عن غير واحد فإن اللفظ يكون للأخير، والله أعلم.


(5) رجال
الإسنادين في هذا الحديث اتفق أصحاب الكتب الستة على إخراج حديثهم إلاّ يزيد الفقير
فلم يرو له الترمذي، وشيخ البخاري في الإسناد الأوّل محمد بن سنان فلم يرو له مسلم
والنسائي، وشيخه في الإسناد الثاني سعيد بن النضر فلم يرو له سوى
البخاري.


(6) قال
الحافظ ابن حجر في (نخبة الفكر): ومن المهم معرفة من نسب إلى غير ما يسبق إلى
الفهم. انتهى. وفي إسناد هذا الحديث شاهدان لذلك: (الأوّل) محمد بن سنان الباهلي
المعروف بالعوقي، والعوقة حي من الأزد، نسب إليهم لكونه نزل فيهم وليس منهم.
(الثاني) يزيد الفقير، فإن المتبادر إلى الفهم أنه من الفقر وليس كذلك، وإنما كان
يشكو فقار ظهره فقيل له الفقير لذلك.


(7) في سند
الحديث واسطيان وهما: هشيم بن بشير وشيخه سيار أبو الحكم.


(Cool في سند
الحديث هشيم بن بشير وهو من المشهورين بالتدليس، وقد صرّح بالإخبار في هذا الإسناد،
بل قد ذكر الحافظ ابن حجر أن كل ما في صحيح البخاري له مما صرّح فيه بالسماع كما
تقدمت الإشارة إلى ذلك.


(9) في سند
الحديث راويان نسبتهما (السلمي) وهما: جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي، والثاني
هشيم بن بشير السلمي.


قال الحافظ
ابن حجر في مقدمة الفتح: (السلمي) بالضم كثير وبالفتح في الأنصار فقط. انتهى. وقال
النووي في (التقريب): (السلمي) في الأنصار بفتحها ويجوز في لغة كسر اللام، وبضم
السين في بني سليم.


المبحث
الرابع: شرح الحديث:


(1) لم
يبين في هذا الحديث متى قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بيّن أنه في
غزوة تبوك في الحديث الذي خرّجه الإمام أحمد في مسنده حيث قال: حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه
يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف إليهم، فقال لهم: ((لقد
أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبل
...)) الحديث. وهذا من الشواهد لرواية
هشيم بن بشير التي أشار إليها الحافظ ابن حجر فيما تقدم.


(2) قوله
(أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي): مفهوم الحديث
أنه لم يختص بغير الخمس المذكورة، وقد عدَّد الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) خصائص
أخرى غيرها فبلغت بها سبع عشرة، وقال: يمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع.
وقال: وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري في كتاب (شرف المصطفى) أن عدد الذي اختص به
نبينا صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء ستون خصلة.


وقد أشار
السيوطي في شرحه لسنن النسائي إلى كلام الحافظ ابن حجر هذا، وأن ذلك دعاه إلى
تتبعها، وأنه أفردها بمؤلف سماه (أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب)، قسمها فيه إلى
قسمين: ما خص به عن الأنبياء، وما خص به عن الأمة، وبلغت عدّة القسمين أكثر من ألف
خصيصة.


وقال
الحافظ ابن حجر في الجمع بين هذا المفهوم وبين الأدلة الدالة على الخصائص الأخرى:
وطريق الجمع أن يقال: لعلّه اطلع أولاً على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي، ومن
لا يرى مفهوم العدد حُجة يدفع هذا الإشكال من أصله.


(3) قال
الحافظ ابن حجر في (الفتح): وظاهر الحديث يقتضي أن كل واحدة من الخمس المذكورات لم
تكن لأحد قبله وهو كذلك، ولا يعترض بأن نوحاً عليه السلام كان مبعوثاً إلى أهل
الأرض بعد الطوفان، لأنه لم يبق إلاّ من كان مؤمناً معه وقد كان مرسلاً إليهم، لأن
هذا العموم لم يكن من أصل بعثته، وإنما اتفق بالحادث الذي وقع، وهو انحصار الخلق
بالموجودين بعد هلاك سائر الناس، وأمّا نبينا صلى الله عليه وسلم فعموم رسالته من
أصل البعثة فثبت اختصاصه بذلك، وأما قول أهل الموقف لنوح كما صحَّ في حديث الشفاعة:
أنت أول رسول إلى أهل الأرض. فليس المراد به عموم بعثته بل إثبات أولية رسالته،
وعلى تقدير أن يكون مراداً فهو مخصوص بتنصيصه سبحانه وتعالى في عدّة آيات على أن
إرسال نوح كان إلى قومه ولم يذكر أنه أرسل إلى غيرهم.


(4) قوله
(نصرت بالرعب مسيرة شهر): الرعب الوجل والخوف
والفزع، قال الحافظ ابن حجر: مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة،
ولا في أكثر منها، أما ما دونها فلا، لكن لفظ رواية عمرو بن شعيب (ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر)
فالظاهر اختصاصه به مطلقاً، وإنما جعل الغاية شهراً لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد
من أعدائه أكثر منه، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده من غير
عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال.


وقال
العراقي في (طرح التثريب): وأما النصر بالرعب فهو أن الله تعالى كان يقذف الرعب في
قلوب أعدائه لتخذيلهم، وورد في بعض طرقه أنه كان يسير الرعب بين يديه شهراً، معناه
أنه كان إذا توجه إلى وجه من الأرض ألقى الله الرعب على من أمامه إلى مسيرة
شهر.


(5) قوله
(وجعلت لي الأرض مسجداً): أي موضع سجود، ويخص من
هذا العموم ما تيقنت نجاسته، وما دل على منع الصلاة فيه كالمقبرة.


قال
العراقي في (طرح التثريب): اختلف في بيان ما خصص به على الأمم قبله في ذلك، فقيل:
إن الأمم الماضية لم تكن تباح الصلاة لهم إلا في مواضع مخصوصة كالبيع والكنائس،
وقيل: كانوا لا يصلون إلاّ فيما يتيقنون طهارته من الأرض، وخصصت هذه الأمة بجواز
الصلاة في جميع الأرض إلاّ ما تيقنت نجاسته. حكاهما القاضي عياض.


وقال
الحافظ ابن حجر في (الفتح): والأظهر ما قاله الخطابي، وهو أن من قبله إنما أبيحت
لهم الصلوات في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع، ويؤيده رواية عمرو بن شعيب بلفظ:
((وكان مَن قبلي إنما يصلون في كنائسهم)) وهذا نص في محل النـزاع، فثبتت الخصوصية،
ويؤيده ما أخرجه البزار من حديث ابن عباس نحو حديث الباب، وفيه: ((ولم يكن من
الأنبياء أحد يصلي حتى يبلغ محرابه)).


(6) قوله
(وطهوراً): الطهور ـ بفتح الطاء ـ أي المطهر
لغيره، لأن الطهور لو كان المراد به الطاهر لم تثبت الخصوصية، والحديث إنما سيق
لإثباتها، وهو يدل على أن التيمم جائز بجميع أجزاء الأرض، ويؤيده رواية أبي أمامة
عند البيهقي: ((فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد
ماء، وجد الأرض طهوراً ومسجداً
)). وعند أحمد: ((فعنده طهوره ومسجده))، وفي رواية عمرو بن شعيب: ((فأين أدركتني الصلاة تمسحت وصليت))، وخصّ بعض العلماء
التيمم بالتراب مستدلاً بذكر لفظ (التراب) عند ابن خزيمة عن جابر، وفي حديث عليّ
عند البيهقي وأحمد، كما أشار إلى ذلك كله وغيره الحافظ ابن حجر في
(الفتح).


ونقل
العراقي في (طرح التثريب) عن القرطبي ما معناه: أن ذكر التراب من قبيل ذكر الخاص
محكوماً عليه بحكم العام، وهو لا يسقط عمومه ثم تعقب ذلك.


(7) قوله
(فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل): أي بعد
أن يتيمم حيث لا ماء، وذكر (الرجل) لا مفهوم له،
أي وكذلك النساء، وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً
فليصمه
))، وقوله: ((من وجد متاعه عند رجل قد أفلس
فهو أحق به من الغرماء
)). والغرض من ذكر هذه الجملة بعد التي قبلها، دفع
توهم اختصاصه بذلك كما اختصّ بالشفاعة.


(Cool قوله
(وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي): المغانم
جمع مغنم، وفي رواية محمد بن سنان (الغنائم) وهي
جمع غنيمة، وهي ما أخذ من الكفار في الحرب.


قال
الخطابي: من تقدم على ضربين: منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم مغانم،
ومنهم من أذن له فيه لكن كانوا إذا غنموا شيئاً لم يحل لهم أن يأكلوه وجاءت نار
فأحرقته، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه تعليقاً: ((جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف
أمري
)). ومجيء النار وإحراقها الغنائم في الأمم السابقة ثبت في صحيح
البخاري.


(9) قوله
(وأعطيت الشفاعة): الشفاعة أنواع: منها: ما يختص
به صلى الله عليه وسلم، ومنها: ما يشاركه فيها غيره، والذي اختص بها منها الشفاعة
العظمى في إراحة الناس من الموقف، وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه الأولون
والآخرون، حيث يتخلى عنها آدم وأولو العزم من الرسل فتنتهي إليه فيقول: ((أنا لها))، ثم يشفع فيشفعه الله صلوات الله وسلامه
عليه. ومنها: الشفاعة في عمه أبي طالب في تخفيف عذابه في النار فإنه مخصص لقوله
تعالى: ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم
فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها
)، ومنها: الشفاعة في خروج من ليس له عمل
صالح سوى التوحيد من النار، لأن غيره يشفع لمن عنده أكثر من ذلك. قال الحافظ ابن
حجر بعد عدّ هذه من خصائصه: وقد وقع في حديث ابن عباس: ((وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي، فهي لمن لا يشرك بالله
شيئاً
)). وفي حديث عمرو بن شعيب: ((فهي لكم ولمن
شهد أن لا إلا ال
له)). انتهى.


وقد ثبت في
(صحيح مسلم) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني
اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا
يشرك بالله شيئاً
)).


(10) قوله
(وبُعثت إلى الناس عامة): دال على عموم رسالته
صلى الله عليه وسلم، ومن الأدلة على ذلك أيضاً قوله تعالى: ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )، وقوله (
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا
وقوله ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون
للعالمين نذيرا
)، قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم في
صحيحه: ((لا يسمع بي رجل من هذه الأمة يهودي ولا نصراني،
ثم لا يؤمن بي إلاّ دخل النار
)). والمراد بالناس: كل من كان موجوداً من
الإنس، من حين بعث صلوات الله وسلامه عليه إلى قيام الساعة.


ويدل
لشمولها للجن عموم قوله في رواية أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم: ((وأرسلت إلى الخلق كافة)). وما ذكره الله تعالى عن
استماعهم للقرآن وإيمانهم به في سورتي الأحقاف والجن، ثم ذهابهم إلى قومهم منذرين
محذرين من مخالفته وعدم إجابته.


(11) من
فقه الحديث وما يستنبط منه:


(1) امتنان
الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بخصائص يختص بها عن غيره.


(2) تفضيل
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والمرسلين.


(3) تحدث
الإنسان بنعم الله تعالى عليه.


(4) تفضل
الله على نبيه بنصره على أعدائه بالرعب الذي يقذفه في قلوبهم مسيرة
شهر.


(5) أن
النصر بيد الله إذا شاءه حصل ولو بدون أسباب ظاهرة.


(6) أن
الأصل في الأرض الطهارة فلا تختص الصلاة فيها بموضع دون آخر ما لم تتيقن نجاسة
البقعة.


(7) أن
المراد بالطهور هو المطهر لغيره لأنه لو كان المراد به في الحديث الطاهر لم تثبت
الخصوصية.


(Cool أن
التيمم يرفع الحدث كالماء لاشتراكهما في وصف الطهورية.


(9) أن
التيمم جائز بجميع أجزاء الأرض.


(10) كون
الغنائم حلالا في حق هذه الأمة.


(11) إثبات
الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم.


(12) عموم
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.


(13) تيسير
الله تعالى على هذه الأمة ورفعه الحرج والإصر عنها.


(14) وجوب
الإيمان بالمغيبات التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم ماضيها كعدم حل الغنائم
للماضين ومستقبلها كإعطائه صلى الله عليه وسلم الشفاعة.


(15) أنه
لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها.


(16) إظهار
كرامة الآدمي إذ خلق من ماء وتراب وكل منهما طهور.


(17) أن
الصلاة والطهارة لها في الجملة شرع لمن قبلنا.


شبكة السنه
النبويه وعلومها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الحياة الدينية والعقائدية :: على خطى الحبيب-
انتقل الى: